هل منع الإسلام انتقاذ الحكام؟

Publié le par spiritual whisper

كثيرا ما يََُحَِرٌجُ البعض على الناس، ويرومون الزامهم بترك انتقاذ الحكام، بالإسنتاد إلى نصوص مجتزأة من القرآن. ويغيب عن أذهان هؤلاء أن نبي الإسلام، قد سن بالفعل انتقاد الحكام، وأباح للناس الإعتراض عليهم. فقد تناقلت كتب السيَر، أن الرسول صلى الله عليه والسلم لم يكن يضيق صدره باعتراض المعترضين على بعض قراراته. وكان أكثر الصحابة اعتراضا عليه، عمر ابن الخطاب. لقد كان الرسول شديد الرأفة بالناس فتأتي قراراته على مقتضى هذه الخصلة ،وهو الرحمة المهداة، فيرى الرائي فيها تركا للأفضل إلى المفضول. لهذا أعلن ابن الخطاب اعتراضه عندما أبقى الرسول على حياة أسرى بدر وقبل فيهم الفداء، و اشتد اعتراضه عليه عندما هم بالصلاة على أعدا أعدائه والقيام عند قبره والدعاء له. ومما يلفت النظر أن آيات القرآن نزلت بعد هذه الأحداث منتصرة  لرأي المعترضين، معاتبة للرسول الكريم، على جلال قدره وعلو مكانته، إعلاما للقادة والحكام بأن خطأهم وارد، وأن الأولى لهم أن ينظروا في رأي المعترضين، وأن يأخذوا بنصيحة الناصحين. وامتثل رسول الله لأمر ربه عندما أمره بمشاورة المسلمين في سياسة أمورهم. فكان يستشيرهم في الأمور الخطيرة، وينزل عند رأي أغلبيتهم، ولو خالف رأيه. فتربى أولئك الذين هيأهم لخلافته على قبول النقد والإعتراض. فلما تولوا الأمر من بعده، كان يعترض على الواحد منهم الشخص من عامة الناس، وهو لا يخشى على نفسه أو رزقه. ثم يأتي بعد ذلك من يشنع على الناس انتقادهم للحكام، ويريد أن يأصل لمنعهم من ذلك في الإسلام، مدعيا أنه يجب لهم ما يجب للآباء من التوقير والإحترام، وهو إنما يحيي عادة للقبيلة من تلك التي خلعها الإسلام. ورب العباد قد تبرأ من المستبدين الطغاة وحذرنا من أن نكون لهم سندا وأركان، وهو الذي أغرق كبيرهم ورائدهم فرعون ذا الأوتاد.

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article